السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
ذهب عامة أهل العلم إلي أن الزكاة تفتقر إلي النية . لأن الزكاة عبادة وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي ) رواه البخاري ومسلم
والنية يشترط أن تكون مقارنة للعمل أو تسبقه بزمن يسير قال المرداوي في الإنصاف ( الأولي مقارنة النية للدفع ويجوز تقديمها علي الدفع بزمن يسير )
ومن أخرج المال بنية الصدقة لم يجز أن يحسبه بعد ذلك من الزكاة لأنه لم ينو إلا بعد إخراجها فلا تصح .
قال ابن قدامة في المغني :
( ولو تصدق الإنسان بجميع ماله تطوعا ولم ينو به الزكاة لم يجزئه وبهذا قال الشافعي ) انتهي .
قال الأنصاري في أسني المطالب ( ومن تصدق بماله ولو بعد تمام الحول ولم ينو الزكاة لم تسقط زكاته كما لو وهبه أو أتلفه ( يعني المال ) وكما لو كان عليه صلاة فرض فصلي مائة صلاة نافلة لا تجزئه عن فرضه ) انتهي
وبذلك أفتى علماء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وبهذا يتبين لك أختي الكريمة جواب سؤالك وهو أنه ما أخرجته الأخت بنية الصدقة لا يجب الرجوع عن تلك النية واحتسابها من الزكاة . والزكاة باقية في ذمتها إلي حين أداءها